على أثر الجدل والرفض الذي أثارته النّسخة الجديدة من كتاب "المدنيات" المفروض على طلابنا الثانويّين العرب، رأينا في جمعيّة الثّقافة العربيّة من الضرورة بمكان أن ننشر على موقعنا الإلكترونيّ كتاب "المغيبون – قراءة نقديّة لكتب المناهج الإسرائيليّة في المدارس العربيّة الثّانويّة"، الصّادر عام 2014، وكذلك تقرير "الإغراق في الخطأ- مسح ورصد الأخطاء اللّغويّة والمضامينيّة في كتب التدريس من الصّف الثّالث حتى الثّامن"، ليكونا متاحين للقراء والمهتمين جميعًا؛ للأهالي والطلاب والمدرسين والناشطين التربويّين والسّياسيّين والأهليّين. فهذين الإصدارين يكشفان عمقَ التّشويه الهّويّاتيّ واللغويّ في مجمل كتب المناهج التّدريسيّة المفروضة، السّابقة والجديدة. كذلك، رأينا أهمية نشر بيان "المغيبون" (وثيقة نُشرت في خاتمة الكتاب) من جديد، ونصّها:
بعد عقودٍ طويلة من سياسات السيطرة السياسيّة والهيمنة الثّقافيّة والتدخل المخابراتيّ وتشويه الهويّة واللّغة والتغيّيب، واستمرار تطبيقاتها المختلفة من خلال مناهج تدريسيّة وكتب تعليميّة عقيمة، نرى أنّ الاستمرار بقبول هذا الواقع التربويّ هو رضوخ غير مبرّر وأنّ الظروف، الذاتيّة والموضوعيّة، مواتية للبدء بخطوات جديّة وعمليّة للمطالبة بتحقيق الاستقلاليّة التربويّة والثقافيّة للمجتمع العربيّ الفلسطينيّ داخل إسرائيل، كحقّ جماعيّ ومطلبٍ إستراتيجيّ تؤيّده الغالبيّة العظمى من مجتمعنا، ويشكّل الضمان لإعادة صياغة المناهج وأهدافها وقيمها وتحويلِها من مشوِّهة للهويّة إلى مُشَكِّلةٍ وبانية لها.
لقد حان الوقت لتوحيد الجهود العمليّة لهيئات ومؤسّسات مجتمعنا، التربويّةَ والأهليّةَ والسياسيّةَ، ولا سيما لجانِ أولياء الأمور، ولجنة المتابعة العليا، والجمعيّات الأهليّة الفاعلة في قطاع التربية، وقيادات المعلّمين، من خلال تشكيل لجنة وطنيّة لدعم وتحقيق مطلب الاستقلاليّة التربويّة، من خلال التعاون والنضال أمام مؤسّسات الدولة ووزاراتها وصنّاع القرار فيها، كما العمل على التأليب والمرافعة الدوليّيْن أمام المؤسّسات واللجان الأمميّة والإقليميّة المهتمّة بقضايا التربية والتعليم. وكذلك من خلال طرح الرؤى والمناهج والكتبِ البديلة في مجال اللّغة العربيّة، التاريخ، الجغرافيا، والمدنيّات والهويّة على وجه الخصوص.
نحن نطالب بإلغاء فوريّ للكتب المليئة بالأخطاء اللّغويّة وتطبيق المعايير العلميّة عليها والتي أقرّت كمرجعية بعد جهودنا ومطالبتنا بذلك، واستبدالها بكتب جديدةٍ ذات لغة سليمةٍ ومنهج تربويّ معاصر، وبإلغاء فوريّ أيضًا للكتب المشوّهة والمسيئة للهويّة، الثّقافيّة والجندريّة، وتلك المترجمة عن العبريّة، والامتناع عن الترجمة مستقبلاً، واستبدالها بكتبٍ ملائمة أعدّت خصيصًا للطلبة العرب.
إن تحمّل المسؤولية يتطلب من المؤسّسات التربويّة والثّقافيّة الأهليّة والمهنيّين والأكاديميّين الأخصائيين، من مختلف المجالات، البدء بالمبادرة لإعداد ونشر مقرّرات تدريسيّة بديلة، تتبناها لجان أولياء الأمور، تكون رؤاها وأهدافها طامحةً لخلق إنسان/ة عربيّ/ة فلسطينيّ/ة مبدعٍ/ة ومنتمٍ/ية وواعٍ/ية لهويته/ا وذاته/ا وتاريخه/ا، ومتمسّكٍ/ة بلغته/ا وثقافته/ا وبالقيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، ومنفتحٍ/ة على ثقافات العالم وحضاراته وتاريخ العلوم والآداب. وبالمقابل، العمل على توفير أطر تدريبيّة للمعلّمات والمعلّمين العرب، من شتى حقول التعليم، وتشجيعهم على المشاركة في الدورات المهنيّة في مجال واللّغة العربيّة السليمة والمواضيع المشكّلة للهويّة، والتفكير النقديّ والأساليب التربويّة المعاصرة والمعارف المكمّلة.
إنّ تحقيق الاستقلاليّة التربويّة مسار نضاليّ بعيد الأمد وأفق منشود، علينا أن نسير معًا نحوه خطوة بعد خطوة. لدينا الوعي بذلك ولدينا الإرادة والطاقات المهنيّة، ما علينا إلا أن نكمل ما بدأنا من عملٍ مثابرين ومثابرات.
رابط كتاب "المغيبون- – قراءة نقديّة لكتب المناهج الإسرائيليّة في المدارس العربيّة الثّانويّة"
عن الكتاب:
يضم الكتاب سّبع فصول في خمسة مجلات دُرست كُتبها، وهي اللّغة العربيّة ونصوص الأدب العربيّ، المدنيّات، التّاريخ، علم الاجتماع والتّربيّة الدّينيّة، بالإضافة لبحث ميدانيّ حول علاقة الطلّاب والطالبات العرب باللّغة العربيّة، كتبها ستة متخصّصين، وهم؛ د. إلياس عطا الله، د. جوني منصور، د. سهاد ظاهر- ناشف، الأستاذ نبيل الصالح، الأستاذ نبيه بشير، ود. إمطانس شحادة.
رابط ملخص تقرير مسح ورصد الأخطاء اللّغويّة والمضامينيّة في كتب التدريس من الصّف الثّالث حتى الثّامن
عن الكتاب:
ملخص لأبحاث نقديّة ومراجعة الكتب التّدريسيّة للمناهج الإسرائيليّة من الصّف الثّالث حتى الثّامن؛ كتب اللّغة العربيّة، الموطن والجغرافيا، التاريخ، اللّغة العربيّة، اللّغة الإنكليزيّة، التربيّة الموسيقيّة والفنون.