مهرجان يسعى إلى توفير مساحة ثقافيّة مستقلة تشمل أنواعًا ثقافية مختلفة من موسيقى ومسرح وسينما وعروضًا أدائيّة ومحاضرات وورشات، لتعزيز حضور الثّقافة العربيّة والهُويّة الفلسطينيّة في مدينة حيفا، خصوصًا في الأحياء التي يقطنها الفلسطينيون مثل وادي النسناس والهدار، ويسعى المهرجان إلى تحولّه لحدث ثقافي سنوي ضخم يقصده الفلسطينيون من خارج مدينة حيفا ومن شرائح مختلفة.
تعتمد رؤية مهرجان المدينة الفنيّة على التاريخ الثقافي الفلسطيني وعرض تطوره بشكله المعاصر في أيامنا من خلال تناول مواضيع مثل الماضي والأرشيف، الحداثة والابتكار والإبداع والخيال الفلسطيني والعربي، مشاريع مستقلة مبتكرة، والتطور الثقافي المستقل. بالإضافة لذلك، يعمل المهرجان على توحيد المناطق الجغرافية الفلسطينيّة متجاوزًا الحدود والتقسيمات، ويُقدّم مضامين مختلفة: المجتمع المدني المحلي والإقليمي العربي، ومواجهة محاولات فصل العلاقة بين الهوية الفلسطينيّة والعربيّة، وموضوع الهويّة في سياق الاحتلال والاستعمار، والعولمة.
اختارت جمعيّة الثقافة العربيّة اسم "مهرجان المدينة" وذلك لمركزيّة ثيمة المدينة في السياق السياسي والثقافي للفلسطينيين في أراضي الـ48. إذ فقد الفلسطينيون في النكبة عام 1948 مدنهم المركزيّة وهُجّر معظمهم منها، وتحوّلت هذه المدن إلى مدن إسرائيليّة يقصدها الفلسطيني الباقي في وطنه للعمل ويعيش على هامشها. إلا أنه في العقدين الأخيرين جرى في مدينة حيفا تحوّل ملحوظ في استعادة المدينة الفلسطينيّة المفقودة أو إعادة تشكيلها وبناء حيّز وفضاء ثقافي مدني فلسطيني فيها. ويسعى هذا المهرجان إلى الاحتفال بالمدينة الفلسطينيّة وفضائها الأرحب محليًا وعربيًا وعالميًا.
تهتمّ جمعيّة الثقافة العربيّة بتوفير منصّة للإنتاجات الفلسطينيّة ودعمها وتقديمها لجمهورنا، ومحاربة عزلة الإنتاج الثقافي عن السياق الفلسطيني والعربي من خلال رؤية وطنيّة موحدة تضم أعمالًا لكافة الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني، القدس، الضفة الغربية، غزة، والشتات والعالم العربي.
بالتّالي فإنّ مهرجان المدينة للثقافة والفنون لا يتعامل مع الثقافة بأسلوب سطحي ومجحف، ويختلف عن مهرجانات أخرى تتعامل مع وادي النسناس على سبيل المثال كحيّز ترفيهي وسياحي منزوع السياق السياسي الثقافي؛ إذ يضع المهرجان في صلب رؤيته السياق الفلسطيني والطموح في ثقافة تعكس روح مدينة فلسطينيّة.